My Library

Samar's Bookshelf

Pride and Prejudice
To Kill a Mockingbird
A Midsummer Night's Dream
Jane Eyre
The Great Gatsby
Othello
Little Women
William Shakespeare's: The Tempest
Romeo and Juliet
A Room with a View
The Scarlet Pimpernel
Gone With the Wind
Anne of Green Gables
The Adventures of Tom Sawyer
One Flew Over the Cuckoo's Nest
A Streetcar Named Desire
The Sun Also Rises
Who's Afraid of Virginia Woolf?
All My Sons
Tender Is the Night


Samar's favorite books »

Saturday, May 31, 2014

عطلة صيف 2003... فراغ... هدوء.... راحة بال...
 تلك الراحة التى تصاحب من أنجز كل ما عليه من مهام و لم يترك شيئا فى نفسه إلا و قاله....مع مرور الزمن... و لكننا لا ننساها... بل تأتى غيرها لتشاركها سجنها... و تضيق عليها المكان... فتضيق علينا أنفسنا.


 أستمع إلى شريط كاسيت ... به أغانى لـ "سيلين ديون"....  ذلك الكاسيت الذى كان لا غنى عنه بالنسبة إلىّ... و ظل رفيقى حتى أولى سنوات الجامعة

 و تبدأ تلك الأغنية...

 It's All Coming Back to Me Now...
 أغنية حتماً سمعتموها و سمعتها أنا أيضاً كثيراً .... و لكن انتابنى عند سماعى لها، ذلك اليوم، شعور غريب... كأننى أسمعها للمرة الأولى.... صاحبت هذا الشعور رغبة ملحة بالرسم... ربما أشعل تلك الرغبة منظر الورقة البيضاء الخاليةالراقدة باستسلام فوق سطح مكتبى.... و لو يعلم البشر مدى تأثير منظر تلك الصفحةالبيضاء على النفس الإنسانية، لاستخدموها كدواء ضد الاكتئاب.... فتلك الصفحة البيضاء تعنى بداية جديدة... لم يمسسها قلم الذكريات بعد ليعكر صفوها....نفرح بها كفرحة طفل بلعبة جديدة ظل يحلم بها و سرعان ما تنطفئ سعادته شيئاً فشيئا كلما لعب بها و تأكد أنها صارت ملكه.... .. كلما تحرك القلم على الورقة معلناً أنهاصارت تحمل جزء مننا.... أفكارنا.  

أتيت بدفتر الرسم و بقلم رصاص و ممحاة...أمسكت بالقلم .. و لكنى سرعان ما توقفت....فلم أكن قد فكرت بعد بما سأرسمه!! غريب أمرنا كيف يمكن أن تأخذنا خيالاتنا إلى حالة معينة و مزاج معين دون أن تكون لها أساس ترتكز عليه!! .

و بعد بضعة لحظات من التفكير، تذكرت أنى كنت قد انتهيت لتوى من قراءة "مرتفعات وذرنج"... ففكرت أن أرسم بطلها ... "هيثكليف"
لطالما كان من أحب الشخصيات إلىّ...
 لا يمكن أن تكرهه مهما حاول إرغامك على ذلك... بل كلما ازداد قسوة... ازددت إشفاقاً عليه و تعلقاً به.
 و لكن أليس هذا حال كل قارئ... لا يستطيع أن يكره شخصية قرأها... كيف يكره شخصاً باح له بسره... بما يريحه و ما يعذبه...
 حتى صار يعرفه... يفهم دوافعه... و إن لم يوافقه عليها.

لم يكن فى ذهنى ملامح محددة لـ"هيثكليف" ... و حتى إن استطعت تصور  ملامحه بدقة فقد كنت أعلم أن قدرتى المتدنية على الرسم آنذاك سوف تخذل تلك الصورة فى خيالى لتفاجئنى بصورة أخرى مختلفة تماما... و قد تفاجئنى بصورة أفضل منها إن حالفنى الحظ... ولكنه لم يفعل.
 لكن هذا لم يثنى عزيمتى.... بل أتعجب الآن من تلك الثقة المريبةالتى صورت إلىّ وقتها أنه لن يجسد شخصية "هيثكليف" على الورق فنان أمهر منى... و لسوف ينبهر الناس جميعاً بمقدرة يداى المتلعثمتين على التعبير عن كافة الصراعات النفسيةالتى تجول بداخله فى رسمة واحدة. 


لم أكد أخط بقلمى الانحناءة الأولى حتى فوجئت بانتهاء الأغنية.... فقمت بإعادةالشريط إلى الوراء كى أتمكن من سماعها مرة أخرى و خلق الحالة المزاجية نفسها من جديد... كأن الرسم دونها بات مستحيلاً. و ظللت على مدى ساعتين تقريباً أعيدالأغنية من جديد كلما انتهت حتى ملّ الشريط منى، و لو كان فى مقدور المسكين أن يعبر عما بداخله، لأسمعنى كلاماً قاسياً عوضاً عن الأغنية.


و أخيراً انتهيت من الرسمة.... كانت لـ"هيثكليف" و هو متكأً على سور حديقةالـ"وذرنج هايتس"... يفكر بالانتقام من كل من حوله فى سبيل الانتقام من نفسه...
 هذا على الأقل ما كنت أنوى رسمه...
فما ظهر كان بالكاد صورة لرجل واقف بجانب سور خشبى

و لكنى وقتها رأيت فى تلك الرسمة الكارتونية البسيطة منافساً للوحات السيد رينوار.
 ليس غروراً منى وقتها أو ضعف نظر – لا سمح الله – و لكنى رأيتها جميلة فعلاً.
 فتذوق الجمال لايولد معنا و إنما نقوم نحن بتربيته فينا. بل يستحيل أن نرتقى بمستوانا الفكرى و حسنا الأدبى و الفنى حتى نعبر بهم كافة مراحل البدائية و السذاجة... و نظل نهذبهم ونهذب روحنا معهم حتى تتعود تذوق الجمال. 


تظل الرسمة قابعة بأحد أدراج مكتبى.... لا أريها لأحد... و إنما استرق النظر إليها بين الحين و الآخر لأذكر نفسى بذلك اليوم... أو على الأدق، بالشعور الذى أحاطنى ذلك اليوم. شأنها شأن أى غرض قديم يذكرنى بوقت مضى، حلو كان أم سئ. شأنها شأن الكاسيت الجالس فوق مكتبتى... ألمحه كثيراً لكن لا أراه حقاً إلا إذا تذكرته فجأة... و اشتقت إليه. و شأنها شأن شريط "سيلين ديون" الذى لم أعدأعلم مكانه ... ربما ذهب... كما ذهبت أشياء كثيرة لم ألاحظ وقتها أنى فقدتها... أو لربما لاحظت و لكنى لم أهتم.


سمر

ملحوظة: علمت بعد ذلك بعدة سنوات أن هذه الأغنية مستوحاة  من رواية "مرتفعات وذرنج"........ !! 

No comments:

Post a Comment